شعر

أبكيك يـا قـدس

بقلم الشاعر: هيثم محمد النسور

أَسَـفِـي عَلَى الْأَعْـرَابِ كَيفَ تَشَرْذَموا

أَقْـيَــالُـهُـمْ عَـــمَّا ابْـتُـــلِيْنَــا نُـــوَّمُ

رَضَـخُـوا لِأَمْــرِ الْـغَـادِرِيـنَ مَــذَلَّــةً

وَكَـأَنَّـهُـمْ مِـنْـهُـمْ أَجَــــلُّ وَأَكْــــرَمُ

بَـاعُـوا طَـهَـارَتَهَا بِـبَـخْـسٍ قُـدْسَـنَـ

لَمْ يَـبْـقَ لِلْـنَـخَّاسِ مِـنْهُـمِ مَـغْـنَـمُ

صَدقَ الْأُلَى نَطَقُوا الصَّوَابَ بِقَـولِهِمْ

مَـنْ بَاعَ شِـبـراً مِـنْ تُـرَابٍ مُــجْــرِمُ

أَبْـكِـيـكِ يَـا قُـدْسَ الْبَـتُـولِ بِـأَدْمُـعٍ

كَـانَـتْ عَـلَـيـهَـا مُـقْـلَـتِي تَـتَـكَـتَّـمُ

جَـالَـتْ بِـأَحْدَاقِـي الْكَـلِـيـلَةِ عَـبْـرَةٌ

لَـوْ أُهْـرِقَـتْ فَــوقَ الـذُّرَى تَـتَـهَـدَّمُ

لَـبِـسَ الـزَّمَـانُ عَلِيكِ ثَـوْبَ حِـدَادِهِ

لَـيـتَ الَّـذِي آخَـا الْـعِـدَا لَا يَـسْـلَـمُ

خَـطَّـتْ يَـدَا صُهْيُونَ فِـي فَـلَـوَاتِـهَا

حَـتَّـى غَـدَتْ بِـمَـصِـيـرِهَا تَـتَـحَكَّمُ

يَـا مَــوْطِـنَ الْأَحْـرَارِ إِنَّ بِـمُـهْـجَـتِـي

حُــرَقاً يَــؤُجُّ بِـهَـا الْـفُـؤَادُ وَيُـضْـرَمُ

سَـأُطِـيـلُ عَـضَّ أَصَـابِعِي أَسَفاً عَلَى

زَمَــنٍ بِــهِ لِلْـظُــلْـم ِلَا نَـسْـتَـسْـلِـمُ

حَـتَّـامَ نَـلْـطُــمُ بِـالأكُـفِّ وُجُـوْهَـنَـا

نَـدَمـاً عَـلَـى جَـوْرِ الْـغُــزاةِ وَنُـؤْثَـمُ

أَمُـحَـمَّـدٌ* أَصَـحِـيــحُ مَـا نَـبَّـأْتَـنِـي

صَـارَ الْفَـتَـى قَبْلَ الشَّـبِـيـبَـةِ يَـهْـرَمُ

نَصَبُوا سَـوَاتِـرَهُـمْ تُـفَـرِّق شَـمْـلَـنَـا

وَكَـأَنَّـمَـا وَصْـلُ الـشَّـقِـيـقِ يُـحَــرَّمُ

مَا بَـالُـهُ الـنَّـهـرُ الْمُـقَـدَّسُ قَدْ غَـدَا

مَا بَــيْـنَ أبْــنَــاءِ الْأَرُومَـةِ يَـقْــسِـمُ

يَا نَـهْرُ مَـاؤُكَ سَـلْـسَـبِـيـلُ خَـرِيْـرِهِ

وَكَــأَنَّــهُ عَــذْبُ الْــفُــرَاتِ يُــرَنِّــمُ

وَالْأَرضُ عَـاثَـتْ طَـارِقَـاتُ خُـطُـوبِهَا

وَبِـأَهْـلِـهَـا نَـــارٌ تَـــهُـبُّ وَتَــعْـظُـمُ

أَلْـقَـى الْـحِـمَـامُ رِحَـالَـهُ فِي أرْضِـنَـا

هَيْهَاتَ إِنْ قَضَـتِ الْمَنِـيَّـةُ تُـحْـجِمُ

أَمُـحَـمَّـدٌ جَـارَتْ عَـلَـيـنَـا عُـصْـبَــةٌ

قَـدْ مَـزَقـتْـنَـا وَالْأَوَاصِــرُ تُـفْــصَــمُ

أَأُخَـيَّ لَا تَـيْـأَسْ سَـتَـبـزُغُ شَـمْـسُـنَا

وَيَـغُـورُ ظُـلْـمُ الْـغَـادِرِيـنَ وَيُـهْــزَمُ

فَـاسْـلُـكْ صِـرَاطَ السَّابِقِينَ سَبِيلَهُمْ

أَسْـمَى مِنَ الـنَّـهْـجِ الْحَصِيفِ وَأَقوَمُ

يَـنـقَـضُّ حِصنُ الْـغَـاصِـبِـيـنَ بِفِتْيَةٍ

ذِئـبُ الْـبَـرَارِي هَابَـهُـمْ وَالضَّـيـغَـمُ

فِي السِّلْمِ وُرْقٌ أو أُسُـودٌ فِي الْـوَغَـى

وَرَصَـاصُـهُـمْ فِي الْـحَقِّ لَا يَـتَـلَـعْثَمُ

أَوَلَيـسَ مَن حَـبَـكَ السَّـمَـاءَ وَزَانَـهَا

أَدْرَى بِـمَـا تُـخْفِـي النُّفُوسُ وَأَعْـلَـمُ

هُـبِّـي بِـلَادَ الْـعِـزِّ وَانْـتَـفِـضِـي غَـداً

مَـا عَـــادَ يُــجــدِي أَنَّـــةٌ وَتَــأَلَّـــمُ

يَـا قُـدْسُ، يَـا أُمُّ، الْأُلَـى أَمـجَـادُهُـمْ

صَـارَ الْـجَـهُـولُ بِـظِـلِّـهَـا يَـتَـعَـلَّــمُ

هَـانَ الـزَّمَـانُ وَصَرحُ عِـزِّكِ شَـامِـخٌ

أَركَــانُــهُ مِــنْ مَـعْــدَنٍ لَا يُـــثْــلَـمُ

كَـانَـتْ كَـفِـردَوسِ الـسَّـمَـاءِ جِنَانُهَا

مِـنْ قَـبـلِ أَنْ عَاثَ الْـبُـغَاةُ وَأَجْرَمُوا

*الأستاذ الشاعر محمد عمر، وجاء حواري معه خلال زيارته لي في مدينة رام الله المحتلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى