أجمل ماقيل في الكنافة النابلسية من أشعار
ن الطريف أن عالمنا جلال الدين السيوطي له رسالة ظريفة عنوانها: منهل اللطايف في الكنافة والقطايف، أنه حدث في القرن العاشر الهجري أن ارتفعت أسعار الحلوى فرفع المصريون شكوة منظومة إلى المحتسب وكأن النثر لا يؤدى! ولكنها الفكاهة المصرية التقليدية. ماذا تقول هذه الشكوى الطريفة؟
لقد جاد بالبركات فضل زماننا بأنواع حلوى نشرها يتضوع
حكتها شفاه الغانيات حلاوة ألم ترني من طعمها لست أشبع
فلا عيب فيها غير أن محبها يبدد فيها ماله ويضيع
فكم ست حسن مع أصابع زينب بها كل ما تهوى النفوس مجمع
وكم كعكة تحكي أساور فضة وكم عقدة حلت بها البسط أجمع
وكم قد حالا في مصر من قاهرية كذاك المشبك وصله ليس بقطع
وفي ثوبه المنقوش جاء برونق فيا حبذا أنواره حين تسطع
وقد صرت في وصف القطايف هائماً تراني لأبواب الكنافة اقرع
ما قاضياً بالله محتسباً عسى ترخص لنا الحلوى نطيب ونرتع
قال أبو الحسين الجزار أحد عشاق الكنافة والقطايف فى الشعر العربي إبان الدولة الأموية :-
ومالي أرى وجه الكنافة مُغضباً .. ولولا رضاها لم أرد رمضانها
تُرى اتهمتني بالقطايف فاغتدت .. تصُدُ اعتقاداً أن قلبي خانهــا
ومُذ قاطعتني ما سمعت كلامها .. لأن لساني لم يُخاطب لسانهـا
قال ابن عينين وهو يصور الخصام بين الكنافة والقطايف:-
غدت الكنافة بالقطائف تسخر .. وتقول: إني بالفضيلة أجدر
طُويت محاسنها لنشر محاسني .. كم بين ما يطوى وآخر ينشر
فحلاوتي تبدو وتلك خفية .. وكذا الحلاوة في البوادي أشهر
ويقول الشاعر المصري ابن رفاعة نائب الأمير ناصر الدولة
في الكنافة:
وافي الصيام فوافتنا كنافته .. كما تسنمت الكثبان من كثب
كانت الكنافة سابقا وقفاً على الأغنياء دون الفقراء فهي طعام الملوك والأمراء والأثرياء وعلية القوم، ومن نفاستها وغلاتها وندرتها
استهداها الشاعر المصري الجزار من أحد الرجال الأغنياء
اسمه شرف الدين فقال:
أيا شرف الدين الذي فيض جوده .. براحته قد أخجل الغيث والبحرا
لئن أمحلت أرض الكنافة إنني .. أرجو لها من سحب راحتك القطرا
فعجل بها جوداً فما لي حاجة .. سواها نباتاً يثمر الحمد والشكرا
أبدع الشعراء في حبهم للحلويات وعبروا عن ذلك في شعرهم الغني بالطرافة وخاصة حين تجتمع القطائف والكنافة على مائدة واحدة
يقول الشاعر سعد بن العربي وقد تأتى له ذلك:
وقطائف مقرونة بكنافة .. من فوقهن السكر المدرور
هاتيك تطربني بنظم رائق .. ويروقني من هذه المنشور
والشاعر أبا الحسن يحيى الجزار الذي كان محباً للكنافة التي قال فيها:
ومالي أرى وجه الكنافة مغضباً .. ولولا رضاها لم أرد رمضانها
ثم قال داعياً:
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر .. وجاد عليها سكراً دائم الدرِّ
قال الشاعر ابن الرومي في وصف المشمشية (قمر الدين):
قشر من الذهب المصفى حشوه .. شهد لذيذ, طعمه للجاني
ظلنا لديه ندير في كأساتنا .. خمرا تشعشع كالعقيق القاني
وكأنما الافلاك من طرب بنا .. نثرت كواكبها على الأغصان
ومن الأشعار التي كتبت عن حلويات رمضان
لله در قطائف محشوة
شبهتها لما بدت في صحنها
من فستق دعت النواظر واليدا
بحقاق عاج قد حشين زبرجدا
وقطائف مقرونة بكنافـه
هاتيك تطربني بنظم رائق
من فوقهن السكر المذرور
ويروقني من هذه المنثور