الرسم على الفخار .. تراث من بلادي

إبراهيم ديب

يتقدم التراث الفلسطيني على باقي التراث في العالم، ليس فقط لأنه إرث أصيل ورثناه عن آبائنا وأجدادنا، بل لأنه يثبت ملكية الشعب الفلسطيني وحقه في أرضه، ويستعيد الأرض وجدانياً في نفوس الأجيال الجديدة، حفاظاً على هويتها الوطنية. هذه الهوية التي يحاول الاحتلال طمسها مراراً وتكراراً عبر تجهيل الشعب الفلسطيني ومحاولته الفاشلة في إبراز تراثه المزعوم.
لكن ببركة أجدادنا الذين حافظوا على هذا التراث الفلسطيني، حتى أنّ الأجيال التي لم تولد في فلسطين تتمسك بهذا التراث الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من أرضنا ووطننا فلسطين.
انطلاقاً مما سبق، بدأ الفلسطيني عدنان أحمد الشتلة “أبو الشهيد” ابن مخيم البداوي بممارسة هواية الرسم على الفخار، بريشته المبدعة وخطه الفلسطيني الجميل، يرسم لنا روايات وحكايا فلسطين، حيث بدأت فكرته عندما أراد أن يهدي أحد الأصدقاء المغتربين هدية رمزية، فما كان أمامه سوى الثوب الفلسطيني التراثي.
من هنا بدأت فكرة مشروعه تكبر معه شيئاً فشيئاً حتى بات حلمه حقيقة، وافتتح المعرض التراثي الجميل الذي يعبر عن رمزية الشعب الفلسطيني.
في حديثه مع شبكة العودة الإخبارية يقول عدنان “لم أجد في مخيم البداوي من يبيع المنتجات التي تعبر عن تراثنا الفلسطيني، الذي يرمز إلى قضيتنا وحقنا في فلسطين، فبدأت بالبحث عن تمويل لإقامة هذا المشروع لكن لم يتم تأمين أي مبلغ حتى قررت أن أستدين لتأسيس هذا المشروع التراثي”.
عدنان الشتلة الذي قرر افتتاح هذا المعرض أو المتجر، ليبيع فيه الثوب الفلسطيني والكوفيات ويعرض فيه ما رسم على الفخار والفناجين، لاقى معرضه ترحيباً شعبياً واسعاً على صعيد المخيم بشكل خاص ومنطقة طرابلس بشكل عام، حيث رحب الأصدقاء والأهل والزوار بهذا المعرض الجميل.
وأضاف لشبكة العودة الإخبارية “تخصصت في الرسم على الفخار لأنني أحب هذه المهنة وخصوصاً الرسم على الفخار، فلم أكتفِ باستيراد بعض المنتجات، بل قررت أن أرسم وأن أتقن هذه الحرفة الجميلة”.
يبدع شعبنا في التمسك بفلسطين بكل الأشكال، ومنها التراث الفلسطيني، وبات معروفاً في لبنان أنّ أكثر المخيمات والتجمعات الفلسطينية تهتم بالتراث الفلسطيني بأشكاله المتعددة، سواءً ببيع المنتجات التي ترمز إلى تراثنا كالأثواب والرسم على الفخار والفنجان وغيره، ومن جهة أخرى المأكولات الشعبية التي هي من تراثنا الأصيل ورثناها عن أجدادنا في فلسطين.
تراثنا الفلسطيني يرمز إلى قضيتنا، ومهما حاول العدو طمس هذه الهوية سيخرج العشرات أمثال “أبو الشهيد” ليتمسكوا بتراثهم لتأكيد حق الملكية في فلسطين والعودة إليها، رغم أنف العدو الصهيوني الذي يحاول طمس هذه الهوية.
Exit mobile version