تقاريرعناوين ريسية

حيفا.. مدينة التوت والأرجوان تقاوم على جبل الكرمل

تعد مدينة #حيفا من أكبر وأهم مدن فلسطين التاريخية، تقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتبعد عن القدس حوالي 158 كم إلى الشمال الغربي. وتعد ثالث أكبر مدن فلسطين بعد القدس وتل أبيب من حيث عدد السكان.
موقعها جعل منها نقطة عبور وميناء بحريا من أهم الموانئ في فلسطين، كما جعل منها بوابة للمنطقة عبر البحر المتوسط، وهي ذات أهمية تجارية وعسكرية طوال فترة تاريخها، ولهذا تعرضت إلى الأطماع الاستعماريةدوما..
أما اسمها فيرى البعض أنه جاء من كلمة حفا بمعنى شاطئ، وقد تكون مأخوذة من الحيفة بمعنى الناحية، ويرى البعض الآخر أن الأصل في الحيفة المظلة أو المحمية، وذلك لأن جبل الكرمل يحيط بها ويحميها ويظللها.

لم يرد ذكر حيفا في التوراة، ولكنها وردت في التلمود على صورة حيفه، ومعناه الفرضة والمرفأ. كذلك وردت في الكتابات التلمودية باسم سكيمينوس. وكان الصليبيون يطلقون على المدينة اسم كيفا وسيكامينون ويعني باليونانية شجرة التوت، ولعل المدينة سميت بذلك لكثرة شجر التوت فيها. ويرجع أن آثار سكيمينوس واقعة في موقع تل السمك الذي يعلو البحر عند حيفا القديمة، وقد سمي بذلك لوجود كميات كبيرة من الأصناف البحرية عند قاعدته، ومنها استخرج الفينيقيون لون الأرجوان القرمزي.

ويذكر الإنجيل أن السيد المسيح وطئ أرض حيفا وباركها حتى مر بها مع السيدة مريم العذراء في طريقه من مصر إلى الناصرة. وقد اتبع الطريق الساحلية هربا من خطر الحاكم الروماني. وكانت هذه الطريق الساحلية الرومانية تمر بحيفا العتيقة، وتقطع مقام الخضر وتمر بالزورة، وتسير مع شاطئ البحر أمام باب الكنيسة اللاتينية. ومر بحيفا بولس الرسول في رحلته الثالثة قادما من عكا. وقد حفل جبل الكرمل منذ ظهور المسيحية بالنساك، ومنهم القديس يعقوب ناسك الكرمل.

واستوطن الإنسان حيفا منذ عشرات الآلاف من السنين حيث عثر منقبون على بقايا هياكل بشرية تعود إلى العصر الحجري وآثار حضارات العصر الحجري القديم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى