حيفا.. مدينة التوت والأرجوان تقاوم على جبل الكرمل
لم يرد ذكر حيفا في التوراة، ولكنها وردت في التلمود على صورة حيفه، ومعناه الفرضة والمرفأ. كذلك وردت في الكتابات التلمودية باسم سكيمينوس. وكان الصليبيون يطلقون على المدينة اسم كيفا وسيكامينون ويعني باليونانية شجرة التوت، ولعل المدينة سميت بذلك لكثرة شجر التوت فيها. ويرجع أن آثار سكيمينوس واقعة في موقع تل السمك الذي يعلو البحر عند حيفا القديمة، وقد سمي بذلك لوجود كميات كبيرة من الأصناف البحرية عند قاعدته، ومنها استخرج الفينيقيون لون الأرجوان القرمزي.
ويذكر الإنجيل أن السيد المسيح وطئ أرض حيفا وباركها حتى مر بها مع السيدة مريم العذراء في طريقه من مصر إلى الناصرة. وقد اتبع الطريق الساحلية هربا من خطر الحاكم الروماني. وكانت هذه الطريق الساحلية الرومانية تمر بحيفا العتيقة، وتقطع مقام الخضر وتمر بالزورة، وتسير مع شاطئ البحر أمام باب الكنيسة اللاتينية. ومر بحيفا بولس الرسول في رحلته الثالثة قادما من عكا. وقد حفل جبل الكرمل منذ ظهور المسيحية بالنساك، ومنهم القديس يعقوب ناسك الكرمل.
واستوطن الإنسان حيفا منذ عشرات الآلاف من السنين حيث عثر منقبون على بقايا هياكل بشرية تعود إلى العصر الحجري وآثار حضارات العصر الحجري القديم.