سناء موسى في الأمم المتحدة.. أغنيات النكبة بين ألم وأمل
تقدّم الفنانة الفلسطينية سناء موسى، من داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مساء الخامس عشر من أيار الجاري، بتوقيت نيويورك، فقرة فنيّة مسائية على مدار ساعتين، تشتمل على أغنيات عدّة، مثل “وعيونها”، وأغنيات الطقوس كـ”صلاة المطر” أو “الشوربنا” و”منجلي” وهي من أغنيات موسم الحصاد، وأغنيات الثوّار، كأغنية “يا طالعين ع الجبل” التي تعيد تقديمها على طريقتها الخاصة، وهي من الأغنيات الشهيرة للفنانة الفلسطينية الراحلة ريم البنا، وكأنها “تشاركنا في هذا الحفل أمام العالم”، وأيضاً ستقدم أغنيات الساحل والبحر، وأغنيات الحنين، كرائعة “هدّي يا بحر” للفنان الفلسطيني الراحل أبو عرب، وأغنية “صوتك يا شعبي”.
ووصفت موسى في حديث خاص بـ “الأيام” أمسية الأمم المتحدة المرتقبة بالرحلة في ذاكرة الشعب الفلسطيني، عبر أغاني المطر والحصاد والفرح، ومن ثم الأغنيات التي رافقت مرحلة النكبة، فأغنيات الهجرة والحنين، واللجوء، انتهاءً بأغنيات الأمل، لـ”قناعتنا بأن الأمل هو محرك شعبنا نحو التحرر الذي هو مسألة وقت ليس أكثر”.
ولفتت موسى إلى أن الشعب الفلسطيني وثق الكثير من مفاصل حياته عبر الأغنيات التي عادة ما ترافق طقوسه المختلفة، فما اكتشفته هي خلال عملية بحث تتواصل منذ ما يزيد على خمسة عشر عاماً وعلى أهميته ترى أنه لا يشكل إلا النزر اليسير من الأغنيات الفلسطينية ما قبل النكبة، خاصة أننا تأخرنا في العمل على توثيقها. ولكون الثقافة والفنون هي الصوت العالمي المسموع، كانت هذه الفعالية من قلب الأمم المتحدة للتعبير عن القضية الفلسطينية بقضاياها المحورية.
ويشارك موسى في الحفل، الفنانون: نسيم الأطرش، وأوركسترا نيويورك للموسيقى العربية بقيادة الموسيقار يوجين فريسنن، ومحمد موسى، وذلك بمناسبة إحياء هيئة الأمم المتحدة، وللمرّة الأولى في تاريخها، ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، بعد مرور خمسة وسبعين عاماً عليها.
وكشفت أن البرنامج المقرر للحفل يشتمل على أغنيات ومقاطع من المشاهد الحيّة المسجلة بتقنية الفيديو التي من شأنها أن تروي على لسان أصحاب الأرض الأصليين من الفلسطينيين حكاية النكبة، وما حدث العام 1948، فـ”العرض مشبوك كظفيرة”، وفق أربعة محاور تتعلق بما قبلها، وإبانها، وما بعد التهجير، والأمل الذي يتواصل منذ خمسة وسبعين عاماً بالعودة.
وأشارت صاحبة العديد من الأغنيات التراثية في فلسطين والمنطقة أنها ستقدم القليل من القوالب الموسيقية والغنائية التي كانت تسود في فلسطين، على حد تعبيرها، بما يعبر عن موروث شعب عاش ويعيش على أرضه منذ آلاف السنين، وبما في ذلك بعض القوالب العصرية، ما يؤكد أننا “شعب حي ذو تاريخ عريق، وجذوره ضاربة في الأرض منذ القِدم”.
وترى صاحبة “طلّت البارودة” و”يا نجمة الصبح” وغيرها الكثير، أن موروث الشعب الفلسطيني الغنائي والموسيقي مؤهل، وباقتدار، ليكون جزءاً من خريطة العالم الموسيقية، بما يحمله من خصوصية في هذا الاتجاه، مؤكدة أن “احتفالية الأمم المتحدة هذه قد تشكل خطوة باتجاه تحقيق حلمي بوصول التراث الفني الفلسطيني إلى العالم”.