صوت ناي حالم
شعر: محمود جمعة
وطني القصيدة حين تولد عنوة
وتطير في الأبعاد نحو اللا مدى
ويحلق الحرف الجميل هنيهة
قد ترتدي فستانها المعجون ألوان القزح
في ركبها جيش النجوم بكل ما تحوي
انحناءات المدار..
هي لحظة تجتاح فيها كل أحجية المكان..
وتمسح زيف الزمان على جناح جنونها
في اللا سواد.. سوادها..
وضياؤها حلم بلا طيف كأن الحلم كابوس على أشيائها..
أو نوح عصفور أضاع فراخه في غفلة
القمر الذي قد شاخ عند عبوره حتى
يشب اللا أحد
كم نفحة ظلت تراود ظلها المهزوم في غابات كل وحوشها جشع على جشع..
ولا للصوت من أصداء..
ولا ما من أحد
هي رعشة في صوت ناي حالم..
ليعود لحن الناي من قصب الوتر
بل بعض كابوس.. كوابيس من الغسق..
بلا قبس.. ولا نفس من الضوء الحميم
إذ كل ما يأتي بلاهة مستبد.. غارقاً في
اللاوعي.. وكأنه ملك الجحيم..
وجميعهم قد غير الألوان.. والطرقات.. والأحلام.. والروايات..
من شجر القبور الحالمة
لا وقت للنزع الأخير على بقايا ثورة
هزت جدار المستحيل..
إذن.. أيا دمنا: أما يكفيك هدراً في متاهات الرحيل؟.
لا ينفع الكرسي يا ملك الزمان.. إذن
مليكة عرشك المغتصبة
أسرج ذراعك.. وامتط أبداً دمك
وأنقذ عروس البحر من بحارها
وأنقذ عروس الأرض من تجارها
أعد النجوم.. وكل ما في الكون نحو
مقدارها..
سيعود ميلاد الربيع بشهقة عفوية
ويعود هذا الكون نحو مداره.