كتب #خالد_عيسى
فتى العاشقين في كهولة المنافي
بين فترة وأخرى ألتقي هنا في السويد بالفنان الفلسطيني الموسيقار محمد هباش .
وبين اطلالته الأولى علينا في فرقة أغاني العاشقين في نهاية السبعينيات وشراكة المنفى السويدي الأشقر في هذه الأيام .. كبر الفتى الذي كان يتوهج حماسة بوجهه الطفولي الذي كان يشعل الجمهور حين يلقي قصائد فرقة العاشقين في أكثر من حفلة وفي أكثر من مكان .
ماذا يفعل المخيم حين يهاجر البلد المضيف ؟
هو السؤال الذي كان يقفز في حيرتي وأنا أتقاسم مع محمد هباش مدينة سويدية ناعسة في جنوب السويد .
كبر الفتى .. وتفرّق العشاق في مخيم اليرموك في المنافي الأوروبية ، ولم يبق سوى الذكريات تنمو كالأعشاب البرية على ضفاف البلطيق .
ومن منفاه السويدي الأشقر يحاول فنان قدير مثل محمد هباش ان يلمّ شمل العشاق ، ويعيد للفرقة ما تفرق من عشاقها في هجرة المخيم وبلده المضيف .
وفي سهرات المنافي التي أمضيها هنا مع محمد هباش وحوله جيش من الأحفاد بعد ان شاب الفتى في كهولة المنافي نعيد في هذه السهرات تاريخ طويل عريض من فرقة أغاني العاشقين التي كانت بشكل او بآخر الزمن الفلسطيني الجميل بكل من عاصروها من الراحل أحمد دحبور وخالد ابو خالد وحسين نازك وعبد الله حوراني وأسماء كثيرة جعلوا من هذه الفرقة صفحات من تاريخ فلسطيني ذهبي مثار الاعتزاز .
محمد هباش مؤلف موسيقي فلسطيني مبدع صنع أهم اوركسترا في مدينتنا في جنوب السويد قدمت في أهم مهرجانات المدينة هذا الصيف .
كرمته السويد ولكن مع الأسف نسيته بلاده التي صدح باسمها وهو فتى قبل ان تداهمه كهولة المنافي .
محمد هباش وكثيرون غيره ابداعات فلسطينية منسية في المنافي تطل على بلادها المشغولة عنها بأوهام أوسلو .