مدرج على قائمة التراث العالمي..فعاليات لإحياء شارع النجمة في بيت لحم
بندوات ثقافية وعرض أفلام تحاكي واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال، ونشاطات تثقيفية وترفيهية للكبار والصغار، أعاد ناشطون فلسطينيون الحياة إلى شارع النجمة التاريخي وسط مدينة بيت لحم (جنوب الضفة الغربية المحتلة)، المدرج على قائمة التراث العالمي.
وأطلق الناشطون على هذه الفعاليات اسم “عَ الدرج”، في إشارة إلى أن هذه العروض تقدّم على الدرج المؤدي إلى هذا الشارع التاريخي في بيت لحم، الذي أنشئ في أثناء الحكم الصليبي لفلسطين بعد عام 1100م.
شارع الحجيج
يصف ذلك الشارع الكاتب خليل شوكة الباحث في منطقة بيت لحم، فيقول للجزيرة نت إن القادم إلى بيت لحم من مدينة القدس عندما يصل إلى مدخلها الشمالي الحالي، في محيط منطقة مسجد بلال بن رباح، كان يرى قديما، قبل العمران الحالي، بلدة قديمة على رأس تلة، ومحاطة بالأشجار والمزروعات والورود.
وإذا أراد الدخول إليها فعليه أن يصل إلى “قوس الزرارة”، وهو المدخل الفعلي والقديم لشارع النجمة التاريخي، ومنها يمر عبره إلى ساحة المهد، ومن ثم إلى الكنيسة، وكان الشارع عبارة عن المدخل البطريركي الرسمي، ومدخل الزائرين والقوافل والحجاج وحتى أهالي المدينة على مرّ مئات السنين.
بنى أهالي بيت لحم على أطراف الشارع محالّهم التي كانت تشتهر ببيع الصدف والمنتجات الحرفية الدينية من خشب الزيتون، وذلك في القرون الوسطى قبل أن تتوسع ليصبح الشارع متضمنا كل أشكال التجارة الأخرى في ما بعد، وفق شوكة.
وكان أهالي بيت لحم يطلقون على هذا الراهب اسم “أبو اليتامى”؛ فقد كان يجمع أطفال المدينة اليتامى وآخرين كانت عائلاتهم فقيرة، ويعلّمهم ويربيهم، ليكون المبنى مدرسة وبيتا لهم تخرّج فيه معظم أهالي بيت لحم.
شارع مهجور
توسع الناس في القرن الـ19 خارج البلدة القديمة من بيت لحم، وبقي الشارع له أهمية كبيرة، وفق شوكة، إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وتوسعت التجارة إلى أطراف أخرى من المدينة حتى هُجر هذا الشارع نهائيا.
عملت السلطة الفلسطينية بعد مجيئها على ترميم الشارع مرات عدة وإعادة الحياة له، من خلال خصومات ضريبية لأصحاب المحال وبخصومات أخرى من البلدية أيضا، إلا أنها نجحت مدة قصيرة فقط.
وبعد نجاح إدخال الشارع إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2012، وإخفاق الجهات الرسمية في إعادة الحياة إليه، عاد ناشطون مرة أخرى لإحيائه، بفعاليات ثقافية فيه، إلا أن جائحة كورونا عام 2020 أجهضت كل ذلك بسبب الإغلاقات التي رافقتها.